كيف انتهى بها الأمر الى هذه الوهدة السحيقة من الأمل الكئيب اليائس؟ لقد سألت نفسها هذا السؤال مرات عديدة عالمة ما هي الاجابة. هي تعلم أنها حمقاء، و في نفس الوقت هي ليست غبية لتنكر ادراكها الكلي لما ورطت نفسها فيه و لأخطاء بالجملة ارتكبتها كي لا تفقد الوهم الذي ما زالت تعتبره جميلا، بل تعتبره أفضل السيناريوهات الممكنة في وضعها الحالي
لقد حاولت مرارا أن تحلل ما مرت به كتابة عسى أن تضع يدها على الدافع الحقيقي الذي جعلها تفعل كل ما فعلت، "لقد قرأت في علم النفس و أعلم تماما كيف أحلل المشكلات و دوافعها اللاشعورية الكامنة في أحداث الماضي." الا أن الكلمات أبت أن تطاوعها، و لم تسعفها قراءاتها في علاج نفسها المكسورة المعقدة. لقد اعتبرت ما فعلت ضربا من الجنون المؤقت، و لكن آثاره دمرتها و تركتها مسحوقة الروح لا تعرف الى أين أو الى من تتوجه. انها تعتقد تماما في استحقاقها لكل النتائج المترتبة على ما فعلت، لا بل هي تعتقد تماما أن الأسوأ لم يأت بعد، و لكن المضحك في الأمر أن ركنا صغيرا جدا في نفسها ما زال يأمل أنه من الممكن أن يحدث لها الأفضل، فقط لأنها تشعر بالذنب يحرقها مثل النار. أليست النار مطهرا و منقيا للمعادن؟ ألم تعتبر نفسها دوما صلبة كالحديد؟ اذا لم تكره نفسها الى الحد الذي جعلها تمنع نفسها من الأمل؟ "لا، أنت لا تستحقين حتى الأمل، لقد أقدمت على ما فعلت بملء ارادتك، و كنت عالمة بعواقبه، فلا تدعي البراءة و الانكسار. لقد كسرت نفسك بنفسك، و صادرت حقك في الأمل بيديك. لقد بنيت بداخلك عالما غير موجود و أرسيته على دعائم الوهم الهشة، و ظللت توسعين في ما بنيت و أنت تعلمين تمام العلم أن ما بنيت غير قانوني و غير صحيح. بل انك تماديت فتصرين على ترك الوضع قائما بلا تصحيح لأنك جبانة لا تريدين اتخاذ قرار سيتسبب في انهيار الدعائم الهشة التي تقوم عليها نفسك"
"ألست قاسية يانفسي قليلا؟ ألا يحق لك أن تخطئي و تأملي رغبة في شيء جميل و كامل لم تحظي به في حياتك كلها؟ أليس لك شركاء في الحزن و الاحساس بالحمق نتيجة ما فعلت؟ أليسوا أشد ندما و أكثر رغبة منك في هدم معبد الأمل الواهم الذي بنيته؟ كلا، انك لا تثقين بك، و لا بأي أحد، لقد صدقت الوهم و أنت تعلمين أنه وهم، تماما كمريض الفصام الذي يعيش في عالم آخر. انها أعلى درجات الحمق، أعلى درجات الحمق."
ثم ماذا بعد؟ لقد تركت نفسها تعبث بها مجريات الأمور كيفما اتفق، و لم تعد لديها الرغبة في فعل الشيء الوحيد الصحيح و العقلاني لتستعيد بعضا من احترامها لذاتها. و لكن هل حقا يمكنها أن تستعيد شيئا لا يسترد؟ ان الانسان يمنح أشياء كثيرة في حياته للآخرين، للظروف، للعمل، و لكن بعضا من أغلى الأشياء لا تسترد، تضيع الى الأبد و لا تسترد. براءة النفس و نقاء السريرة يضيعان وسط الظروف التي تجبر الانسان على أن يكون شريرا و قاسيا حتى يعيش و لا يأكله الآخرون، حتى لا تدوسه الأقدام. يضيعان عندما يبذلها الانسان مختارا لمن يحب مرة واحدة لا تتكرر، فيصبع استردادهما مستحيلا اذا غدر به. انها لا تستطيع استرداد أشياء كثيرة، كالزمن الذي كان يمكنها فيه أن تفعل الأشياء الصحيحة، و اليأس الذي مكنها لسنين طويلة أن تعيش في استغناء عن عطف و حنان الناس، نعم، ان أكثر ما ندمت على ضياعه هو اليأس من الأمل، لأنها عندما أملت صنعت في درعها الحصين الذي ظات تصنعه و تصقله طويلا، صنعت فيه فجوة من الضعف اتسعت حتى لتكاد أن تحطمها حية. لقد كانت حرة تنعم في يأسها، و كان اليأس يمنحها سلاما و أمنا من فقد العزيز و الغالي لأن لا أمل هناك في امتلاك العزيز و الغالي. كان سلام النفس يغمرها بالبرد و الوحشة، و لكن أيضا بالطمأنينة في أن لا تجرحها الأشياء التي تجرح. و الأن عليها اما أن تستسلم للأمل و تتحمل آلامه، أو أن تبتعد عنه و تسترد يأسها و سلامها
تستسلم للأمل و تتحمل آلامه أو تبتعد و تسترد اليأس من الأمل. انها مستسلمة، لأن اليأس لا يعود، أو على الأقل، هي لا تستطيع استرجاعه حتى الآن
"ألست قاسية يانفسي قليلا؟ ألا يحق لك أن تخطئي و تأملي رغبة في شيء جميل و كامل لم تحظي به في حياتك كلها؟ أليس لك شركاء في الحزن و الاحساس بالحمق نتيجة ما فعلت؟ أليسوا أشد ندما و أكثر رغبة منك في هدم معبد الأمل الواهم الذي بنيته؟ كلا، انك لا تثقين بك، و لا بأي أحد، لقد صدقت الوهم و أنت تعلمين أنه وهم، تماما كمريض الفصام الذي يعيش في عالم آخر. انها أعلى درجات الحمق، أعلى درجات الحمق."
ثم ماذا بعد؟ لقد تركت نفسها تعبث بها مجريات الأمور كيفما اتفق، و لم تعد لديها الرغبة في فعل الشيء الوحيد الصحيح و العقلاني لتستعيد بعضا من احترامها لذاتها. و لكن هل حقا يمكنها أن تستعيد شيئا لا يسترد؟ ان الانسان يمنح أشياء كثيرة في حياته للآخرين، للظروف، للعمل، و لكن بعضا من أغلى الأشياء لا تسترد، تضيع الى الأبد و لا تسترد. براءة النفس و نقاء السريرة يضيعان وسط الظروف التي تجبر الانسان على أن يكون شريرا و قاسيا حتى يعيش و لا يأكله الآخرون، حتى لا تدوسه الأقدام. يضيعان عندما يبذلها الانسان مختارا لمن يحب مرة واحدة لا تتكرر، فيصبع استردادهما مستحيلا اذا غدر به. انها لا تستطيع استرداد أشياء كثيرة، كالزمن الذي كان يمكنها فيه أن تفعل الأشياء الصحيحة، و اليأس الذي مكنها لسنين طويلة أن تعيش في استغناء عن عطف و حنان الناس، نعم، ان أكثر ما ندمت على ضياعه هو اليأس من الأمل، لأنها عندما أملت صنعت في درعها الحصين الذي ظات تصنعه و تصقله طويلا، صنعت فيه فجوة من الضعف اتسعت حتى لتكاد أن تحطمها حية. لقد كانت حرة تنعم في يأسها، و كان اليأس يمنحها سلاما و أمنا من فقد العزيز و الغالي لأن لا أمل هناك في امتلاك العزيز و الغالي. كان سلام النفس يغمرها بالبرد و الوحشة، و لكن أيضا بالطمأنينة في أن لا تجرحها الأشياء التي تجرح. و الأن عليها اما أن تستسلم للأمل و تتحمل آلامه، أو أن تبتعد عنه و تسترد يأسها و سلامها
تستسلم للأمل و تتحمل آلامه أو تبتعد و تسترد اليأس من الأمل. انها مستسلمة، لأن اليأس لا يعود، أو على الأقل، هي لا تستطيع استرجاعه حتى الآن
No comments:
Post a Comment