الرحيل الطويل
مفروض عليها منذ أن أدركت العالم
أدركت حينها أن العالم ليس كله حديقة أطفال
ذلك الرحيل يسعى اليها
يحملها الى كل مكان
يبحر بها.. يطير بها..يعبر بها صحارى و جبالا
أصبح حزم الحقائب أسهل عندها من لعب الأرجوحة
و كلما عزموا الرحيل
تحتبس بداخلها أنّت تعلمت كيف تكتمها جيدا
و كيف تحولها الى ابتسامات مؤلمة عند لقاء الأحبة الغرباء
يحفر الرحيل في عمقها ذكريات لا تموت
الألم..الأتربة..ورق الخريف عندما تعود لتجده قد أغرق باحة منزلها
ليؤذن ببدء المدرسة
الحرمان..الاهانة..معارك الكرامة التافهة دفاعا عن وطن لا تعرفه و لكنها تتحدث لغته
ضد وطن تعرفه..تعيشه..تحبه..رغم أنه لا يؤمن بها
و قليل من السعادة المغمسة بطعم مر
هي تكره الرحيل
كما يكره المريض داءه العضال
و تحب الرحيل
كما يحب المدمن لحظات النسيان التي يمنحها له المخدر
و كلما مرت الأيام يزداد شوقها لحالة الرحيل
و يزداد كرهها للحظات الرحيل
هل من الممكن أن تفقد الذاكرة و تبدأ من صفر الحاضر
و تنسى تلك اللحظات..لتستطيع أن تنسى تلك المرارة؟
No comments:
Post a Comment