نظرت تلك المرأة إلى القمر في صفحة السماء
لم يكن مكتمل البهاء، لكنه أسبغ من بهائه المنقوص على الأمواج الغاضبة
أطيافاً من الأحلام الفضّية البرّاقة
صارت تراقب كل موجة و هي تختطف حلماً و تجري به إلى الشاطئ
هاربةً من أمواج تلاحقها
تتخيل أنّ في الشاطئ أحضاناً ستنقذها و تحتويها
كأن تحرّرها سيبدأ من ذاك الشاطئ
لكنّ الصخور الجامدة لا تلينها ستائر الضوء المنسدلة
لا تحتضن الأمواج إلا لتسرق منها الأحلام و تحطّمها
ترتدّ الموجات المنكسرة تصرخ أن الشاطئ حضنٌ خادع
و تضيع الصرخات بين هدير أمواجٍ أخرى متأمّلةٍ في الفوز بقطْعةٍ من الحلم
بقطْعةٍ من القمر
مصيرٌ بائسٌ ترمقه المرأة و يرمقه القمر بلا حيلة
لكنّه لا يبخل ببهاء الضوء الفضّي البرّاق
فلعلّ موجةً يتيمةً تنجح في أن تهربَ بحلم
تختبئ به في شاطئ بلا صخور
بلا أشلاء أحلامٍ من الماضي
أدارت المرأة ظهرها للموج و الشاطئ و القمر
و لم تمد يديها لتسرق هي الأخرى من أشعة القمر الفضّية
فالعالم الذي تعيش فيه لا يفهم العملات الفضّية
و نفضت عن ظهرها الأحلام
لا وقت للأحلام
No comments:
Post a Comment