تدور بيني و بين صديقتي دوما نقاشات و مشاحنات بسبب انعدام الاثارة في حياتنا، أهاتفها فأسألها
في جديد؟
لأ
و لا قديم؟
لأ، و انتي؟
لأ و لأ
ثم تمضي بنا المحادثة في انتقاد وضعنا و سلبيتنا في التعامل معه، ففي حين تعمل هي في أجواء تكرهها و لا تجدها مشجعة على التألق أنتظر أنا قرار سفري لبعثة الدكتوراه بكل الملل الذي يبعثه الروتين الحكومي في النفس. و بالرغم من أنني أبرر لنفسي انتظاري و ارهاق أعصابي بالجري وراء الموظفين أملا في الاسراع بمجريات الأمور فأنا لا أبرر انتظارها هي لمعجزة تهز مجرى حياتها، و أبدأ في سرد كل الفرص الذهبية و الفضية و البرونزية التي تضيع منها بسبب تعلقها بالعمل في الجامعة، و هو وضع اجتماعي مهم بالمدينة التي تحيا بها حتى و ان كان مؤقتا و غير مجز ماديا و معنويا. الخلاصة أن الحديث يدور و يدور حول الأحلام التي يمكن أن نحققها اذا اتبعنا ما نريد فعله حقا، و الأشياء التي لو كانت لدينا لأمكننا أن نصبر على رتابة الحياة و الابتسامة على محيّانا، و كلما قلت لها أن هناك ظروفا أسوأ و أناسا يعانون محنا أصعب و أشد قسوة منا تصمت ثم تقول لي أنه لا بد من أن لديهم شيئا يسر قلوبهم و يسرّي عنهم، ثم حين تفشل هذه الحجة تقول أنني أقول هذا الكلام و هو خدعة كبيرة لأن الانسان لا يشعر حقا الا بآلام نفسه و صعوبة ظروفه، و هو منطق لا أستطيع رفضه تماما لأن الانسان فعلا مغرق في الأنانية و لا يهتم آخر الأمر الا بآلامه هو، و قد نتعاطف مع الآخرين الذين نعتقد أنهم أقل حظا منّا و لكننا ننسى سريعا و نعود لنغرق في مشكلاتنا التافهة أو العظيمة
و ينتهي الحديث بكلمتين عن الصبر و الأمل و أن الحال لا يمكن أن يدوم و أننا يجب أن نقدر النعم التي نحن فيها و الحظ الذي قُسِم لنا، و نختتم بتنهيدات تنم عن عدم ثقتنا بكل هذا الكلام و ضيقنا بأنفسنا. و لكني بعد كل حديث أجلس لأحدّث نفسي بما دار و كم أصبح الكلام متشابها، و كم أصبحت سلبية الأمل، و هو تعبير اخترعته للدلالة على انتظار الفرج دون فعل شيء للحصول عليه و دون رغبة حقيقية في التغيير. لقد كنت دوما فخورة برأي الآخرين في عملي رغم عدم اقتناعي به، و لكني لم أعد متأكدة من أن هذا العمل هو ما أريد حقا، و لا زلت خائفة من أن أقلب حياتي رأسا على عقب و أعمل في ما أحب حقا، و لست أدري ان كان هذا كسلا أم أني غير مستعدة بعد لتحمل نتائج قرارات مصيرية كهذه
و لكن مثل ما قالت هيفاء وهبي في مطلع احدى أغانيها: سنرى
No comments:
Post a Comment