قرار بالبهجة، تعبير سمعته اليوم في مسلسل قانون المراغي، و عبّر بالضبط عن الفكرة أو الأفكار التي ازدحمت في مخيلتي منذ مدة طويلة أثناء سلسلة من الأحداث التي اعتبرها مؤسفة و التي توالت عليّ متشابكة مع بعضها. تركتني هذه الأحداث كئيبة متشائمة (أكثر مما أنا في العادة) و متنكّرة لثوابت و مسلمات كانت محل تقديس و تبتل في ما مضى، و أصبحت كارهة لهذه النفس الجديدة التي تمكّنت مني و استسلمت لها بشيء من الماسوشية حتى أنعم بعض الوقت باحساس الضحية. و لكني تنبّهت أكثر من مرة على صورة في مخيلتي أصبحت فيها أثير السأم في كل من حولي ممن يضطر لسماع شكواي المستمرة و تشكّكاتي المتزايدة، فقررت متضررة بادئ الأمر أن أتوقف عن الكلام مع كل الناس و أن أتكلم أكثر مع نفسي و مع الله، و أعرف هل أنا أستحق ما يحدث؟ و هل هو عقاب؟ و هل هو ابتلاء؟ و لماذا؟ و مما ضاعف في أَرَقِي أني لم أعد أعرف حقا ما أريد من عملي، و هل اذا قررت أن أتبع أهوائي و أعمل فيما أحب سيكون هذا أفضل لي اجتماعيا؟
الخلاصة أني وجدت أنني تحولت الى انسانة غريبة عني و لم أكنها من قبل، و قد ناقشت هذا التحول مع زميل و صديق فقلت له أني كنت أشعر بالسعادة أكثر عندما كنت أعزف الموسيقى و أرسم و أشارك في أنشطة المدرسة، لأن تلك السعادة كانت من صنع يدي و لم تكن مهداة لي من أحد، و لكني عندما عدت لمصر و وجدت أن التعلم فيها ساحة حرب طاحنة لا مجال فيها للتوسع في ممارسة المواهب وجدتني و قد أهملت ذلك الجانب الذي منحني الرضا و السعادة و لجأت بدلا منه للصديقات و الأهل ألتمس فيهم و منهم ما يسدّ النقص في روحي المتوحدة، و بهذا وضعت سعادتي بيدي أسيرة لدى الآخرين، و أصبح أتفه جدال أو خصام مصدر قلق و تعاسة لي. و لكني حاولت أن أعود أدراجي لعهدي السابق، و لكني ظللت أقول لنفسي أن هذا الاختيار معلّق مؤقتا حتى أرى ما ستنتهي اليه الأمور في موضوع سفري، و حينئذ يمكنني أن أبدأ من جديد
ثم سمعت اليوم هذا التعبير "أن آخذ قرارا بالبهجة" رغم الظروف و الأقدار و الناس، و عرفت في نفسي أن هذا ما كنت أقوله لنفسي، ان بامكاني أن أكون سعيدة فقط اذا أردت ذلك و ليس اذا أرادت الظروف و الناس ذلك، و أنا أعرف أن بامكاني ذلك متى أردت و قررت، و لكنه الخوف من تلك القدرة الخارقة على أن تريد فتستطيع، و أن تأمر نفسك أمرا فتجد تنفيذه من أيسر الأشياء. ان النساء بطبيعتهن يحببن الاغراق في التعاسة من آن لآخر، و ان قدرتهن على أن يقرّرن ألا يكنّ تعيسات لهو أمر مخيف لأنه يجعلهن مستقلات عن أي مسببات خارجية للسعادة في ما عدا أنفسهم، و مع ذلك فلا غنى لي عن بعض من الاكتئاب الذي يلهمني بعض الأفكار السوداء حقا حتى يظل دماغي يعمل بكفاءة، و لكن المهم هو أنني سألت نفسي، هل أستطيع أن آخذ هذا القرار بالبهجة رغم كل شيء؟ ان هذا سيجلب معه تفاؤلا، و التفاؤل عادة يجلب خيبة الأمل "أنا متشائمة بالأساس و هذا من مفردات شخصيتي." و لكن أحدا قال قولة مأثورة تحضرني الآن و ترجمتها فيما معناه
في الحياة عادة ما يكون المتشائم مصيبا في توقعاته، و لكن المتفائل ينعم برحلة أكثر مرحا
فهل أجرؤ على السماح لنفسي بألا أنتظر مفردات سعادتي من الآخرين؟ و هل أجرؤ على أن أتوقع الأفضل و يخيب ظني ثم أظل سعيدة بعد ذلك؟ إني أعرف أن عندي القوة التي تمكنّني من هذا، و قد اختبرت قوتي تلك في ظرفين من أحلك الظروف التي يمكن أن تمر بالانسان، و نجحت، اذاً فيمكنني أن آخذ هذا القرار و أقول كما يقول محمد منير: علّي صوتك بالغنا....لسه الأغاني ممكنة
No comments:
Post a Comment