تقف مُتَشَبِّثةً بالسور
تحتها أنوار المدينة خافتةً مُغرية، و أصواتٌ بعيدة
و فوقها أنوار أبعد
يَمْتَزِجُ الأحمرُ و الأسود
تنظر من طرف عينيها لِتَرى شعرها يتطاير بِخِفَّةٍ مع نسائم الليل
و من أطرافه تتناثر ملامحٌ من مشاهد قديمة
تتمنّى لو كانت على حافة باخرة تَعُبُّ أمواج المحيط
لِتَرْحَلَ من جديد
...............
هناك صوت لِأُمِّ كُلثوم في الخلفية
يُذَكِّرُها بالمذياع الذي كان رفيق والدها الوحيد
كانت في يومٍ من الأيام رفيقة والدها الوحيدة
بعد منتصف الليل.. يجلسانِ معاً في الظلمة
يرسمان في صمتٍ لوحاتٍ على صفحةِ السماء
هي تَنْظِمُ النجوم عقداً من الأحلام.. و هو يَنْفُثُ السجائر سحاباً
بلا كَلَلٍ كان السحاب يطارد الأحلام
و كانت فلسفات فارغة تتحاور مع خيالات فارغة
ثم تأتي الشمس فتمحو كل شيء
تختفي السماء و النجوم
و تَتَبَقّى أنوارٌ صفراء.. ثم تصير الأنوارُ بيضاء
ثم تَوَقَّفَ صوتُ المذياع
و لم يَعُدْ هناك رفيقٌ فلسفيٌّ في المساء
...............
على الجانب الشرقيّ من السور ريشاتٌ سوداء
تَتَمَرَّغُ في لوحاتٍ صفراء
تَتَذَكَّرُ أنْ لو كانت جدّتُها هنا
سَتُشيرُ إلى هناك، و تترجم لها كُلَّ لوحة
و سيضحكانِ معاً.. و ستأتي النساءُ الأخريات
ليُصْبِحُ الكُلُّ لوحة
ثم ينطفئُ النور، و يَنْفَضُّ الجمع
و تُفْقَدُ في الترجمة
...............
مِنَ ورائها كانت هناك عَيْنانِ تُتَرْجِمانِ لَوْحَتَها
لكنَّها لا ترتدي أنواراً
و سوادُها يُضارعُ سواد السماء
و لَيْسَ على جبينها نجمةٌ تُضيء
و لا فوق رأسها مصباح نورٌ يُومض
فقط يصدر من قلبها صوت مذياعٍ قديم
و همهمات من صندوق حكاوي الجَدَّة
تحتها أنوار المدينة خافتةً مُغرية، و أصواتٌ بعيدة
و فوقها أنوار أبعد
يَمْتَزِجُ الأحمرُ و الأسود
تنظر من طرف عينيها لِتَرى شعرها يتطاير بِخِفَّةٍ مع نسائم الليل
و من أطرافه تتناثر ملامحٌ من مشاهد قديمة
تتمنّى لو كانت على حافة باخرة تَعُبُّ أمواج المحيط
لِتَرْحَلَ من جديد
...............
هناك صوت لِأُمِّ كُلثوم في الخلفية
يُذَكِّرُها بالمذياع الذي كان رفيق والدها الوحيد
كانت في يومٍ من الأيام رفيقة والدها الوحيدة
بعد منتصف الليل.. يجلسانِ معاً في الظلمة
يرسمان في صمتٍ لوحاتٍ على صفحةِ السماء
هي تَنْظِمُ النجوم عقداً من الأحلام.. و هو يَنْفُثُ السجائر سحاباً
بلا كَلَلٍ كان السحاب يطارد الأحلام
و كانت فلسفات فارغة تتحاور مع خيالات فارغة
ثم تأتي الشمس فتمحو كل شيء
تختفي السماء و النجوم
و تَتَبَقّى أنوارٌ صفراء.. ثم تصير الأنوارُ بيضاء
ثم تَوَقَّفَ صوتُ المذياع
و لم يَعُدْ هناك رفيقٌ فلسفيٌّ في المساء
...............
على الجانب الشرقيّ من السور ريشاتٌ سوداء
تَتَمَرَّغُ في لوحاتٍ صفراء
تَتَذَكَّرُ أنْ لو كانت جدّتُها هنا
سَتُشيرُ إلى هناك، و تترجم لها كُلَّ لوحة
و سيضحكانِ معاً.. و ستأتي النساءُ الأخريات
ليُصْبِحُ الكُلُّ لوحة
ثم ينطفئُ النور، و يَنْفَضُّ الجمع
و تُفْقَدُ في الترجمة
...............
مِنَ ورائها كانت هناك عَيْنانِ تُتَرْجِمانِ لَوْحَتَها
لكنَّها لا ترتدي أنواراً
و سوادُها يُضارعُ سواد السماء
و لَيْسَ على جبينها نجمةٌ تُضيء
و لا فوق رأسها مصباح نورٌ يُومض
فقط يصدر من قلبها صوت مذياعٍ قديم
و همهمات من صندوق حكاوي الجَدَّة
No comments:
Post a Comment