بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)
لقد توقفت عند هذه الآية مراراً، و لطالما شعرت أنها ما هي إلا خطابٌ لبني البشر من الله أنّكم لن تفهموا الحكمة ممّا يحدث لكم إلا فيما بعد، و عليكم الآن أن تصبروا و أن تجتهدوا في الفهم لما يحدث، دون تجديف بحكمة الخالق الذي يعلم كل شيء.
لطالما صارَعْتُ نفسي لأفهم لماذا تحدث الأشياء، و لماذا لا تحدث، و لازلت أصارع نفسي و أتجاذب معها أطراف الجدل، تارة أحثّها أن تصبر، علّ الحكمة تتّضح فيما بعد، و تارة تغلبني فأقول أشياء مما نُحَدِّثُ بها أنفسنا حين اليأس من الفهم.
و لكن الأب يقول لولده عندما ينصحه: عندما تكبر ستفهم، فافعل الآن و ستفهم لاحقاً! و أعتقد أن كل من مرّ بالمراهقة يعرف جيداً مدى الغيظ الذي تُحْدِثُه تلك الكلمات في نفسٍ غِرَّة تخال أن العالم ملك البَنَان و لا منطق إلا منطقها. أحياناً أشعر بنفس الغيظ، و لكن أعود فأتذكر أنّي فيما بعد فهمت حكمة الأب، فلن تفهم تلك النفس الطائشة وقت حدوث الأشياء، لأن علمها في ذلك الوقت ناقص، و خبرتها محدودة إن لم تكن منعدمة. و حكمة الرّب أشمل و أوسع، فلابدّ أن علم الإنسان مهما اتّسع فلن يستوعب المقاصد من أحداث الدنيا. و لكن المشكلة أنّ الجاهل يتحدّى و يريد أن يختبر بنفسه، و لا يرغب في أن يستمع للصوت الذي يناديه حاثَّاً إياه أن يصبر حتى يكبر عقله و يمكنه أن يفهم كل تعليلٍ لكل لماذا.
أحياناً أتسائل، هل هناك حكمة من الأشياء حقاً؟ أَفَإن تصبّرنا و التزمنا التسليم التام لحكمة العليم و تركنا التمجيد لحُمْقِنا و اغترارنا بفهمنا المنقوص، هل سيكون هناك إجابات شافية لتَعَطُّشِنا لأن "نعلم" في آخر الطريق؟ ليس أمامي إلا الصبر، وليس الصبر بسهل، فسيدنا موسى لم يستطع الصبر و استعجل فهم الحكمة، و ليس أمامنا إلا أن نتذكّر قصّته لِنَحُثَّ النفس على أن تنتظر و تصبر، فكل شيء لا بدّ سيتضح في النهاية.
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)
لقد توقفت عند هذه الآية مراراً، و لطالما شعرت أنها ما هي إلا خطابٌ لبني البشر من الله أنّكم لن تفهموا الحكمة ممّا يحدث لكم إلا فيما بعد، و عليكم الآن أن تصبروا و أن تجتهدوا في الفهم لما يحدث، دون تجديف بحكمة الخالق الذي يعلم كل شيء.
لطالما صارَعْتُ نفسي لأفهم لماذا تحدث الأشياء، و لماذا لا تحدث، و لازلت أصارع نفسي و أتجاذب معها أطراف الجدل، تارة أحثّها أن تصبر، علّ الحكمة تتّضح فيما بعد، و تارة تغلبني فأقول أشياء مما نُحَدِّثُ بها أنفسنا حين اليأس من الفهم.
و لكن الأب يقول لولده عندما ينصحه: عندما تكبر ستفهم، فافعل الآن و ستفهم لاحقاً! و أعتقد أن كل من مرّ بالمراهقة يعرف جيداً مدى الغيظ الذي تُحْدِثُه تلك الكلمات في نفسٍ غِرَّة تخال أن العالم ملك البَنَان و لا منطق إلا منطقها. أحياناً أشعر بنفس الغيظ، و لكن أعود فأتذكر أنّي فيما بعد فهمت حكمة الأب، فلن تفهم تلك النفس الطائشة وقت حدوث الأشياء، لأن علمها في ذلك الوقت ناقص، و خبرتها محدودة إن لم تكن منعدمة. و حكمة الرّب أشمل و أوسع، فلابدّ أن علم الإنسان مهما اتّسع فلن يستوعب المقاصد من أحداث الدنيا. و لكن المشكلة أنّ الجاهل يتحدّى و يريد أن يختبر بنفسه، و لا يرغب في أن يستمع للصوت الذي يناديه حاثَّاً إياه أن يصبر حتى يكبر عقله و يمكنه أن يفهم كل تعليلٍ لكل لماذا.
أحياناً أتسائل، هل هناك حكمة من الأشياء حقاً؟ أَفَإن تصبّرنا و التزمنا التسليم التام لحكمة العليم و تركنا التمجيد لحُمْقِنا و اغترارنا بفهمنا المنقوص، هل سيكون هناك إجابات شافية لتَعَطُّشِنا لأن "نعلم" في آخر الطريق؟ ليس أمامي إلا الصبر، وليس الصبر بسهل، فسيدنا موسى لم يستطع الصبر و استعجل فهم الحكمة، و ليس أمامنا إلا أن نتذكّر قصّته لِنَحُثَّ النفس على أن تنتظر و تصبر، فكل شيء لا بدّ سيتضح في النهاية.
No comments:
Post a Comment