نظرت للمصباح الصغير المعتّق بالتراب المخمليّ الثّري
تراءت لها نقوشه الغامضة و كأنّها تعويذة سحريّة تناديها
تدعوها في صوت رخيم خافت يتردّد صداه رنّاناً في فراغ روحها
ألا هلمّي .. إلمسيه .. إمسحي بيديكِ على يديه
تحسّسي النّقوش لتطلقي سراح السّحر
و ينطلق المارد من عِقاله
و تتحقّق كلّ الأحلام
تعلقت أصابعها في الهواء المحمّل بأحلام اليقظة المجنونة
ترسم أناملها خيوطاً ترسم زماناً و أحداثاً من الوهم و الذّهب
امتدّت يداها إلى عنق المصباح السحريّ
احتضنته أصابعها بلهفة المشتاق للماء في الصّحراء
بِوَجَل من يتعلّق بأهداب حلم وراء ستائر الضّباب الحريريّ
و أخذت تتلمّس وعد السّحر في حنين
و نظرت في ترقّب أن تنفكّ الطّلاسم
و أن يظهر المارد الذي سيحقّق كلّ الأحلام
و لكن شيئاً لم يحدث
مجرّد هبّة باردة الأنفاس
و دفقة من ضوء باهت بدّد الوهَج المخمليّ
و المصباح بارد
ليس به مارد
غصّ قلبها بذلك الفراغ الذي يبعثه فيها وقع الحقيقة وانتهاء الحلم
ماذا كنت تظنّين؟!
هذا ليس مصباح علاء الدّين
و الحلم دوماً مجرّد دخان
و الوهج البرتقالي يهتزّ و يتبدّد
مع أول دفقة من الهواء البارد
No comments:
Post a Comment