Tuesday, November 10, 2009

هل من هلاليّ للزمردة الحزينة؟

هل من هلاليٍّ للزمرّدة المُحبة؟
يشتريها، يبيعها، لكنّه يحفظها بقلبه
يجول في دنياه يحارب الأعداء و الأعباء
و يشقّ دربه
يحمل الزمرّدة الحبيبة فوق الحصان
و يعبر فوق الأحزان
يحتضن الحلم المبحر دون شراع
يمسك سيفا في يد، و في الأخرى مهداً
لطفل يحبّه حتى النخاع
يناجي في الليل أحلامها
و يراسل من وراء الحُجُبِ أفكارها
هل من هلاليّ يستند إلى يديها؟
و يفضي بهموم حروبه إليها
و يتذبذب صوته عندما يحكي
بين الحماس الملتهب، و الحنين المتعب، و التحدّي المتصلّب
هل من هلاليّ تترقرق الأحاسيس النبيلة من عينيه؟
تتألّق العزيمة في ساعديه
يحرّكه القلق المستميت الذي يمشي في عقله سعياً
بين جبل الحلم يريد أن يصعد إليه
و حائط الواجب المقدّس الذي تأتمنه الظروف عليه
هل من هلاليّ للزمردة الحزينة؟
تحمل معه همومه المجنونة
و تبتسم عبرها ابتسامة الطمأنينة
كي تبعث في نفسه المهتاجة بعضاً من سكينة
لترتاح صراعاته في أحضان الأمومة حيناً
و يلتمع عشقه الناريّ في عينيها حينا
هل من هلاليّ للزمردة الحزينة؟

شكراً لرجلٍ نبيل

شكراً لرجل نبيل
علمني أن الحياة ليس بها مستحيل
علمني أن أرفع صوتي و لا أدفن رأسي بين الأحجار
شكراً للرجل النبيل
أن أعطاني مثلا أعلى
لأعرف ماهية الرجولة
و أقيس على أفعاله معايير البطولة
صبرٌ و جلدٌ في الملمّات
و هامة ترتفع فوق الصعوبات
و وجه مع كل هذا يستطيع الابتسام
لطفلة شقية جميلة
و قلب يهتز طرباً و حباً و عطفاً على إخوةٍ طيبين
شكراً لهذا الرجل النبيل
فرغم الصعاب و رغم الطريق الصعب الطويل
لا يزال يستطيع أن يجد قوةً في الاعتذار
و أن يمسح بيديه دموعاً، و يحمل بين جنبيه هموماً
و يتحمس للدنيا، و يصرخ أن الهزيمة وهم بعيد
شكراً للرجل النبيل
لأنه ذكرني بأن الله كبير، رحيم، عظيم
عند الظلام ينير الدروب
و عند الحزن يؤنس القلوب
و عند الوحشة يرسل رسائل من نوره عبر الأثير

شكراً للرجل النبيل

Monday, November 9, 2009

هل تتذكرين؟

هناك
تحت المطر
هل ترين؟
هل تتذكرين؟
حائطاً استندت إليه أوهامك المراهقة
بخاراً من كوب شاي احتضنته
يرسم في الهواء خيالاتٍ و أطيافاً
هل تتذكرين؟
كيف كنت تتكلمين مع الأطياف الرمادية الساخنة
تهوّنين عليها قسوة الأمطار
ثم تضحكين للأمطار ساخرة من الأطياف
و ترسلين للهواء إيماءات
و ترسمين للّقاء سيناريوهات
هل تذكرين؟
كيف كنت تلمحين طاولة الدروس من بعيد
فتتظاهرين بأنها طاولة اجتماعاتك المهمّة
و تومئين للذين ينتظرون بالداخل أنك
بعد قليل ستأتين
و لكنّك سرعان ما تفيقين
على صوت المعلّمة يذكّرك منذ أول الصباح
بأن ترسمي خريطة للوطن و تلوّنيها
و أن تحفظي ثرواته و توزّعيها
و لكن ليس هذا وطنك لترسميه و تحفظيه
فوطنك المفترض في شهادة ميلادك
طلبت منك المعلّمة أن تسبّيه
و عندما تتذكرين
ترسلين لأطياف كوب الشاي نفخة باردة
و تنهزمين أمام ضوء غرفتك البعيد
و تتساءلين
بماذا ألوّن وطناً ليس وطني؟
و ماذا أقول للخيالات التي تنتظرني بالغرفة لأؤجل الاجتماع؟
و تتمنّين
ألا تطلب منك المعلمّة البحث في قاموس الشتائم من جديد
من أجل الوطن الذي لا تعرفين
و لكنّك إليه تنتمين

حلم

فجأة تذكّرت
كيف ربّت الحلم على كتفيها
و ابتسم
تذكّرت كيف نشر الحلم شراعاً
ليأخذها في رحلة مجنونة مليئة بأقواس قزح
و كيف احتضنت النسيم المنعش البارد الحزين
الذي كان يداعب روحها التي كادت تختنق من ضوء النهار
تذكّرت كيف زارها الحلم مرّات و مرّات
و كيف احتوته في أصعب اللحظات
و كيف كان يكافئها كل مرة بلمسات ريشة ملوّنة بالفرح
و أحياناً بالألم
و كيف كان الحلم يمر في لحظات، و كيف كانت كل لحظة عمراً كاملاً
و لقد حارت في تفسير الحلم
فهل أقواس قزح هي الأمل البعيد سيقترب؟
أم هي مجرّد خطوط مموّهة ملوّنة خلو من المعاني؟
كانت الكلمات في الحلم هي السر المقدّس
لقد تذكّرت حتى ألوان الكلمات
موسيقى النبرات في الحماس، و في النشوة
و دهشة الحلم من أن عقلها يعمل و هو نائم
و خشوع الحلم عندما سجدت تقبّل الأرض في تبتّل
و لهفة الحلم حينما امتدّت يداها بدعاء خافت مرتجف
بألا ينتهي بإشراق الصباح
و لكن أبت الشمس إلا أن تقتحم الخلوة المقدّسة
و تهتك الستار الأحمر المخملي العابق برائحة الماضي
ليبدّد الشروق قوس قزح
و لطالما كانت تتشاءم من ضوء الشمس
لأنه في وعيها يحمل معه الضجيج و الصراع و العرق
لأنه الحقيقة التي لا تعترف بالأحلام
لأن ضوء الشمس يجعلها وحيدة
و يجبرها على أن تدخل في الصراع
و تسخر و تطمح و تقتحم

Sunday, November 8, 2009

كسور روح متعبة

تمشي فيشير الناس إليها في تعجّب
لماذا و كيف تسير و ذلك الشيء مغروز في قلبها؟
ينظرون إلى عينيها باحثين عن أمارات حياة تنبض
فيجدون أحياناً الفراغ المتبلّد
و أحياناً تنظر إليهم و تفاجأهم بضحكة مغتصبة
تختبئ وراءها غصّة مستوطنة تطبق على أنفاسها
فتعضّ عليها بالتجلّد
تفتح عينيها على مصراعيها حتى لا تجد الدموع مهداً فتتجسّد
لتتحول إلى كيانٍ متهاوٍ
تخاطبهم عيناها بأنها لا تزال قادرة على أن ترفع رأسها
و لكنها وحدها تعرف
أن رأسها مرفوعة فقط حتى لا تتساقط كسور روحها على الأرض
تمشي و تمشي و تصطكّ ركبتاها وهَناً
كم يبدو التهاوي راحة جميلة مستحيلة
تمعن في الغباء فتضرب على يديها إن امتدّتا تسحبان ذلك الشيء المغروز فيها
لأنها لا تحب منظر الدماء
و تستعذب الألم الممضّ و الخيالات البائسة المريضة
و النظرات المشفقة الساخرة
و لكنها استنفذت كل الخيالات و الآلام
و أتعبتها ململات الشفقة التي بدأت تسأم و لا ترحم
ستحاول أن تنفرد بعقلها المكدود الليلة
لتحاول أن ترسل الألم إلى نوم عميق
و تطرد الخيالات إلى بلد بعيد
و ترسم الصورة الوردية الحمقاء
كما قالت أم كلثوم مرّة
أنها ستعيش في المستقبل الآن بأشواق اللقاء

Template by:
Free Blog Templates