Monday, November 9, 2009

هل تتذكرين؟

هناك
تحت المطر
هل ترين؟
هل تتذكرين؟
حائطاً استندت إليه أوهامك المراهقة
بخاراً من كوب شاي احتضنته
يرسم في الهواء خيالاتٍ و أطيافاً
هل تتذكرين؟
كيف كنت تتكلمين مع الأطياف الرمادية الساخنة
تهوّنين عليها قسوة الأمطار
ثم تضحكين للأمطار ساخرة من الأطياف
و ترسلين للهواء إيماءات
و ترسمين للّقاء سيناريوهات
هل تذكرين؟
كيف كنت تلمحين طاولة الدروس من بعيد
فتتظاهرين بأنها طاولة اجتماعاتك المهمّة
و تومئين للذين ينتظرون بالداخل أنك
بعد قليل ستأتين
و لكنّك سرعان ما تفيقين
على صوت المعلّمة يذكّرك منذ أول الصباح
بأن ترسمي خريطة للوطن و تلوّنيها
و أن تحفظي ثرواته و توزّعيها
و لكن ليس هذا وطنك لترسميه و تحفظيه
فوطنك المفترض في شهادة ميلادك
طلبت منك المعلّمة أن تسبّيه
و عندما تتذكرين
ترسلين لأطياف كوب الشاي نفخة باردة
و تنهزمين أمام ضوء غرفتك البعيد
و تتساءلين
بماذا ألوّن وطناً ليس وطني؟
و ماذا أقول للخيالات التي تنتظرني بالغرفة لأؤجل الاجتماع؟
و تتمنّين
ألا تطلب منك المعلمّة البحث في قاموس الشتائم من جديد
من أجل الوطن الذي لا تعرفين
و لكنّك إليه تنتمين

No comments:

Template by:
Free Blog Templates