Monday, September 5, 2011

جاء الخريف

جاء الخريف
امرأة في أوج النضج
تشع بوهج دافئ يدغدغ الحواس دون أن يؤلمها
لا تستخفها ورود الربيع وصخب الربيع طرباً
ألوان ال"سيبيا" تناسبها أكثر من اللون الأبيض
كالشمس من وراء غلالة رقيقة
تزدهي بلون كالماضي المنثنية أطرافه و قد أذابتها أصابع يحرقها الشوق
لم يكن الخريف أبداً ليكون أبيضاً
ليس الخريف بآخر الوقت ولا موسم الموت للأشجار
إن أجمل الألوان تُزَيِّنُ الدنيا في الخريف
نسائمه التي تَضِجُّ بلهفة أشعار الشوق
لكم حملت تلك النسائم تنهدات ألم .. رائحة الأسفلت الدافئ المبتل 

نسائم الخريف ابنة هواء الشتاء القادم الذي يعانق الأرض الساخنة
يهديء من روعها الذي ألهبه الصيف، يمهد لها قسوة البرد
لتقبله راضية مانحة

جاء الخريف
امرأة لم يعد يستهويها نزق الربيع البرئ و لا اندفاع الصيف اللاهب
تعرف ما سيحدث .. تقبله في صمت هادئ
تبتسم

تراقب الناس المبتهجة بالربيع
والناس المنتشية بالصيف
وتبتسم
تعرف أن الأوج يحدث في الخريف
وأنه آخر مرفأٍ آمن للأرواح الدافئة
قبل أن يهبط الشتاء
إن أوراقها تسقط .. وسيقرأ الجميع الأسرار التي خبأتها تلك الأوراق
وقد يدوسها الناس بالأقدام
لكن رونقها سيظل يأخذ بالألباب
ستظل أوراق الخريف مختبأةً تحت الغطاء الأبيض
وستكون أول ما يراه الناس عندما ينزاح الغطاء
ويُنْسَجُ السحر من جديد

1 comment:

Anonymous said...

امرأة لم يعد يستهويها نزق الربيع البرئ و لا اندفاع الصيف اللاهب

Template by:
Free Blog Templates