Monday, September 28, 2009

بقايا أوراق

تجلس في ذلك المكان الموحش
تلتحف بأوراق الخريف التي تتفتت تحت آلامها
تقرمش، و لا تسد رمق الحنين
تتطاير فلا تحميها من الليل البارد
قد كانت الشمس مشرقة منذ وقت
و كانت الأرض دافئة مرحّبة تحت قدميها
و كان النسيم يخفق روائح زكيّة من المطر الصيفي بين جنبيها
كان الطريق مليئا بالرمال، تغوص فيها بين الحين و الحين
و لكنها كانت تطير فوق الرمال أكثر الأحيان
تعانق وقت العصاري مع ضحكات الشمس الحانية
و لكن الليل أقبل و هي تقف وحيدة
لم يبق لها الا تلك الأوراق التي لا تطرد وحشة البرد
تجمع منها حول قلبها ما استطاعت
و المكان الموحش لا يرحم
يضربها برياح تحمل معها تلك الأوراق بعيدا
فلا يبقى لها الا أن تستسلم
تقبض في كفيها بقايا وريقات
تقرمش و لكنها لا تسد رمق الحنين
و لكن ملمسها الخشن المؤلم يشعرها بالحياة
و يدخل في قلبها لحظات من الدفء الحزين
و من تلك الوريقات ستعرف متى تموت
حين ترتخي يداها فتستلم البقايا لهدهدة الرمال

No comments:

Template by:
Free Blog Templates